الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

ثورة على رقعة الشطرنج


ثورة على رقعة الشطرنج

by Ahmed ElShamy on Sunday, October 2, 2011 at 5:43am

رقعة الشطرنج

تسمى لعبة الشطرنج بلعبة الملوك لإنها ليست مجرد لعبة للتسلية ولكنها لعبة يعرف من خلالها الشخص قدرته على القيادة والتخطيط ومدى معرفته لقدراته وكيفية استخدامها افضل استخدام ونقاط القوة والضعف لديه كما يقيس مدى قدرته على قراءة خصمه والتنبؤ بتحركاته ومعرفة ماهى نقاط القوة والضعف الحقيقية للخصم

فالشطرنج ليست لعبة حظ أو عشوائية ولكنها لعبة تبنى بالكامل على الخطط والتكتيك والإستراتيجية

إن لعبة الشطرنج لا يفوز فيها من يعتمد طوال الوقت على الحظ او الصدف أو الخطوات العشوائية أو من يظل طوال الوقت يحرك القطع الخاصة به مجرد رد فعل على تحرك القطع الخاصة بالخصم المنافس أمامه لذلك تجد هذا الشخص دائما فى موقف الدفاع وغالبا ما يخسر

أن من يفوز فى لعبة الشطرنج هو من يبنى كل تحركاته على الخطط والتكتيك والإستراتيجية ويكون هو المبادر فى التحرك وإبتكار الخطط لذلك تجد هذا الشخص دائما فى موقف الهجوم وغالبا ما يكسب فى النهاية

إن مايحدث على الساحة الأن هو لعبة شطرنج كبرى سيفوز فيها من يستطيع توظيف قطعه جيدا عن طريق وضع الخطط والمبادرة فى التحرك وصولا إلى فرض سيطرته كاملة على مجريات الأمور

--------------
فريقنــــا

إستطاع الثوار الفوز فى الجولة الأولى من لعبة الشطرنج التى بدئت يوم 25 يناير وإنتهت يوم 11 فبراير لإنهم إستطاعوا تحريك القطع الخاص بهم بإقتدار وهى

الملك : لم يكن لدينا ملك فعلى ضمن القطع التى دخلنا بها اللعبة مما جعلنا فى بعض الأحيان نلعب بحرية ولانخاف من شئ ولكن كان له إضراره فى النهاية أننا عندما تسلمنا السلطة سلمناها إلى ملك أخر لم يكن من ضمن القطع الخاصة بنا

الوزير: هم نشطاء الثورة والذين يستطيعون التحرك فى كل الإتجاهات بحرية ومرونة ويشكلون فعلا التهديد القوى للخصم

القطع الهامة الأخرى (الطابية – الحصان – الفيل): هم القوى والإتجاهات السياسية المختلفة فكل منهم له طريقته الخاصة فى الحركة والتى لاتتشابهه مع القطع الأخرى ولكنهم جميعا معا مفيدون فى القضاء على العدو وتختلف ترتيب اهميتهم تبعا لمجريات الأمور وقت اللعب ولكى تضمن الفوز يجب أن تحاول الابقاء على أكبر عدد منهم للنهاية معا

العساكر: هم بقية أفراد الشعب الذين يحتلون غالبا الصفوف الأولى فى الهجوم والدفاع وهم رغم كثرتهم لا يكونوا معروفين ودائما ما يكونون وقود النجاح

هذه هى القطع الخاصة بنا والتى أهملنا الكثير منها بعد فوزنا فى الجولة الأولى ولم نقم بالتحضير للجولة الثانية

من الواجب علينا الأن إذا أردنا الفوز أن نقيم القطع الخاصة بنا وأن نقوم بتجميعها مرة أخرى وأن نحاول أن نعرف قدراتنا ونستخدمها جيدا

ليس من العيب أننا أخطأنا ولكن من العيب أن نستمر فى نفس الخطأ

يجب أن نعيد حسابتنا مرة أخرى فالفترة الماضية كنا دائما فى موقف رد الفعل ولم نكن أبدا مبادرين لذلك كان أسلوبنا فى الغالب دفاعى أو نتحرك طبقا لما يريد الخصم أن يجعلنا نتحرك فهو كان المبادر وكان يفتح لنا المجال فى أماكن معينة لكى ينفذ من خلالنا أمورا يريدها

يجب أن نقف مع أنفسنا وقفة لنعترف فيها بنقاط القوة ونقاط الضعف لدينا حتى نعيد قوتنا من جديد ونعيد الترابط بين قطع الشطرنج الخاصة بنا من جديد

إذا أردنا أن نفوز هذه المرة يجب أن نخطط أفضل من المرة السابقة لإن الخصم قد تعلم الإسلوب الذى نلعب به ويجب أن ننوع من التكتيك والإستراتيجية فى التعامل مع الخصم والقطع الخاصة به

-----------------
الخصم

إن الخصم الذى يلعب أمامنا الأن شاهد ما قمنا به فى الجولة الأولى لذلك فهو يلعب ويحرك القطع الخاصة به بذكاء ويحاول أن يقضى على القطع الخاصة بنا الواحدة تلو الأخرى

بدءا بقطع العساكر الخاصة بنا والتى يحولها الأن من مكانهم فى الصفوف الأولى للثورة إلى المواطنون الشرفاء أو مايعرف بحزب العجلة والإستقرار – حزب الكنبة سابقا عن طريق إستخدام الإعلام لمصطلاحات الإستقرار وتنمية عجلة الإنتاج

القطع الهامة (الطابية – الحصان – الفيل) أو القوى والكيانات والإتجاهات السياسية وذلك عن طريق إما اتهامها بالعمالة والخيانة أو زرع الخلافات فيما بينهم لتحييد أثرها على واقع الحياة السياسية أو عن طريق دخول فلول الوطنى إلى الساحة فى شكل قوى وكيانات سياسية

الوزير وهو الجزء الاخطر فى القطع وذلك عن طريق إتهام النشطاء بالعمالة للخارج او تخريب البلاد أوتحويل عدد منهم للمحاكم العسكرية او محاولة أعداء الثورة من أبناء المخلوع والثورة المضادة أن يتصدروا الموقف تحت ستار أنهم يريدون إستقرار البلاد ويطالبون بالديموقراطية وحرية الرأى والرأى الأخر

---------------
قواعد اللعبة

إن من أسوء الأمور فى لعبة الشطرنج أن تفترض أن المنافس أمامك غبى أو أنه أخذ أو ترك تلك الخطوة وهو لايدرى – أو أن الحظ يقف فى صفك لذلك يمكنك أن تكسب طيلة الوقت

فى الشطرنج لايوجد حظ يوجد فقط علم وفن بين وضع الخطط والتكتيكات المختلفة وفن تنفيذها على مراحل وبوسائل متنوعة
فى الشطرنج لايمكنك أن تظل طوال الوقت تدافع وتنتظر طريقة لعب المنافس لتبنى عليها طريقة لعبك ثم تتخيل أنك ستفوز فى النهاية – لايفوز فى النهاية سوى من لديه خطة وكان مبادرا فى التنفيذ والفعل وليس مجرد رد فعل

فى الشطرنج أحيانا كثيرة يضع لك المنافس فرصا أمامك توحى بأنه غفل عنها أو أنه غبى لا يعرف أنك ستأخذها لكنه فى حقيقة الأمر ينتظرك أن تأخذها ليحقق من وراء ذلك مكسبا أكبر لم تراه أنت وقتها لأنك ببساطة توقعت أنه غبى وأنك أذكى منه لذلك لم تحاول أن ترى الصورة بشكل أكبر لترى أن المخاطر التى ستقع عليك أكبر من الفرصة الصغيرة التى ستأخذها

فى الشطرنج تكون الفرصة فى الفوز أكبر لمن يستطيع القضاء على أكبر قدر من قطع الشطرنج الخاصة بمنافسه أو تحييد أثرها فى اللعبة

---------------
كلمة أخيرة

يجب علينا إذا أردنا الفوز فى هذه الجولة أن نجمع شمل قطع الشطرنج الخاصة بنا كاملة مرة أخرى وذلك عن طريق التركيز على اوجه الأتفاق فيما بيننا ولاننسى أن كل قطعة فى الشطرنج لها طريقة حركة مختلفة عن الأخرى ولا يمكننا جعلها متشابهة فى تحركها ولكن الفن هو أن نستفيد من حركاتها المختلفة فى تنوع طرق الضغط على الخصم  تذكروا دائما أننا نحتاج جميع القطع

يجب أن نفكر فى الوصول إلى إستعادة قطع العساكر الخاصة بنا (جموع الشعب) مرة أخرى عن طريق ربط مطالبهم الإقتصادية والإجتماعية بإهداف الثورة السياسية فى خطاب مصاغ جيدا وتحييد تأثير المنافس عليهم

يجب علينا توحيد الخطط والمجهودات ووضع تكتيتكات متنوعة للتحرك والتنفيذ تصب جميعها فى اتجاه واحد وهو الوصول إلى سلطة مدنية منتخبة

يا سادة لا أحد يفوز فى الشطرنج بالصوت العالى أو الكلام أو التهور والجنون إنما يفوز من يضع إسلوب لعب يجبر المنافس على إتباع إسلوب دفاعى فقط ولا يكون أمامه وقت للتفكير فى خطط هجومية

ياسادة فى الشطرنج لا يفوز سوى من يستطيع الوصول إلى قلب الفريق المنافس إلى الملك نفسه ويقول له  كش ملك

أحمد الشامى

يشرفنى متابعتكم باقى المقالات على مدونتى – رسائل من قلب الميدان
http://shamytalk.wordpress.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق