بالصور.. داليا بنت من التحرير أجدع من 100 راجل
6/21/2012 2:30:00 PM
كتبت - هند بشندي:
صوتها "هامس".. شكلها "كيوت".. من المكن ان تختصر الوصف وتقول ''بنوتة رقيقة''.. لا تتخيل ان خلف هذا الهدوء تقف فتاة ثورجية من الدرجة الأولى.. بنت من بنات ميدان التحرير..في التحرير يتحول صوتها الهامس.. لصوت مدوي بالهتاف بداية من "عيش حرية عدالة اجتماعية" وحتي "يسقط يسقط حكم العسكر".
"داليا وحيد" قررت يوم 28 يناير ان تتجول بجوار بيتها لتراقب أحوال البلد فوجدت ان قسم المعادي يحترق وساعات معدودة وفرض حظر التجول وقررت العودة لمنزلها..لكن بعد موقعة الجمل بيومين صرخت داليا "كده كتير".. وعقدت العزم على الذهاب إلى ميدان التحرير.. لكن واجهت برفض من قبل والدها.. وبعكس المتوقع وقفت والده داليا -سعودية الجنسية مصرية الانتماء- أمام رفض والدها لتقول "لو منزلوش هيموتوا من القهر".
محطة مترو الأوبرا مرورا بكوبري قصر النيل وصولا للميدان كانت الخطوات الأولى لداليا "كثورجية"، ذهبت داليا بصحبه والدتها وأخواتها "ندا وساره"، تحكي داليا عن أول شعور لها "الدنيا كانت هادية..وقتها كان الضرب على أطراف الميدان بس..حسيت بأمان في الميدان أكتر من الأمان اللي ممكن حد يحسه وهو قاعد في بيته، وقررت اني من النهارده مش هسيب الميدان..حتي لو هموت..احسن ماموت في بيتي من القهر".
وتسكمل" كنت ببات في الميدان أو بمعني اصح بنسهر ل6 الصبح، كنا ولاد وبنات، بس في الميدان مكنش في فرق بين ولد وبنت، كنا جنب بعض، لا عمر حد عاكس ولا اتحرش..وعلى فكرة مكنش فارق معايا نظره الناس وأنا ارجعه بيتي الصبح أو وش الفجر..عشان عارفه أني بعمل الصح".
وتضيف "كنت بروح مع اخواتي وشباب من منطقتنا بنثق فيهم، بنقعد قدام خيمه عند عمر مكرم، وجنبنا كانت خيمة سلفيين وإخوان كنا كلنا واحد".
وعن فترة الـ18 يوم في الميدان "كنت بقضي اليوم اكنس وانضف الميدان، مكنتش بافضل اقف في لجان التفتيش، مره طلبوني في لجنة وكنت هضرب من واحدة "معلمة" لما طلبت منها بطاقتها، وخلصوني من ايديها بالعافية".
"داليا" لم تشارك في الـ18يوم خلال الثورة فقط فقد شاركت في أحداث ومليونيات متعددة لكنها تقول "كان في مليونيات بنزلها بحس فيها باحباط مش دي روح الثورة...روح الثورة بجد حستها في محمد محمود.
محمد محمود.. الحد الفاصل
وكان محمد محمود نقطة فاصلة في حياه ''البنت الرقيقة داليا''، وتحكي عن تجربتها هناك "جالي تليفونات كتير اني مرحش، لكني روحت، وبعتبر أول علاقتي بمحمد محمود كوميدية جدا كنت لسه طالعه من محطه المترو في اتجاه طلعت حرب لقيت الناس بتصرخ "اجرووووووووا" زي الأفلام الكوميدي لما تلاقي نفسك في نص الشارع والناس بتجي جري ناحيتك، وده كان بسبب رمي الغاز".
وعن مغامرتها هناك قالت "دخلت شارع محمد محمود استكشف كان وقتها فيه هدنه بس كان لسه فيه اثار الغاز مكنتش شايفه كويس فجأه اكتشفت اني عديت الجامعة الأمريكية ووصلت على الحدود مع الأمن المركزي حاولت ارجع لقيت نور عربية بتقرب بصعوبة اكتشفت أنها كانت عربية اسعاف وقتها سمعت انذارات شباب التحرير وناس بتنادي اضربوا عربية الاسعاف الدنيا كانت ضلمة، ومش فاهمة حاجة، بعد ثواني اتضح ان الاسعاف جواها أمن مركزي بيضربوا قنابل وخرطوش كان كل هدفي وقتها انهم مايخدونيش جريت على الرصيف وقعت على الأرض الناس جريت عليا محدش شايف حاجة والصدفة بقي اني وقعت على قنبلة، حسيت وشي اتحرق مش عارفه اتنفس وجسمي بيولع، جنبي ولاد معرفوش يقفوا لكن معرفش قدرت اقف ازاي واحاول اجري شوية واقع تاني على وشي، كان كل اللي همي اني اطلع عشان في بالي اني وعدت أهلي اني مرحش ولا اعرض نفسي لخطر، كنت وقتها بفكر ازاي اموت وأنا وعدتهم، فجأة حسيت جسمي بيتشل وبروح خالص وروحي بتطلع وانا بامسك فيها بالعافية حاولت اتنفس وزحفت لحد ماوصلت وسمعت جملة بتتردد من الناس "دي جت من فين دي" بعد مافوقت عرفت ان كان شكلي ولا الأفلام الهندي واحده طالعة من وسط النار وراها دخان الغاز وجنود الأمن المركزي، وكنت البنت الوحيدة في الميدان كانت الساعه 10 بالليل منظري كان يخض أي حد يعرفني، وشي متقطع ومحروق وهدومي متقطعة بانزف من حتت كتير كان قريبي في الميدان وصلني لبيتي وأول ماوصلت البيت كان خطاب المشير شغال وبيقول فيه "ان اللي في محمد محمود بلطجية" نمت وصحيت تاني يوم وشي محروق جسمي مش بيتحرك من الألم لكن تحاملت على نفسي ولبست هدومي ونزلت جري تاني على الميدان وقلت "انا مش خايفة منهم ده أبشع صور القمع".
وعن مشاركتها في أحداث مجلس الوزراء قالت "لم اشارك فيها بعد ما شفت أحداث تعرية وسحل البنت، عشان عرفت وقتها ان لو حد عملي حاجة محدش هيجبلي حقي، مكنتش هاسيب نفسي اتعرض للإهانة، ماكنش من الذكاء ان بنت تنزل في وقت البلد كلها لو حصل ليها حاجه محدش فيهم هيتحرك، فوجودي مكنش هيعمل حاجة غير انه إهانة ليا".
محمد محمود..كلاكيت تاني مرة
أما في أحداث محمد محمود الثانية فكان لداليا تجربة مختلفة تقول "شوفت الناس بتموت، وقتها بابا منعني من النزول واتجادلت معاه وقتها، لأني حاصلة على دورة اسعافات أولية كانوا يومها بينادوا انهم محتاجين مسعفين بالليل فقلت لوالدي "يرضيك ان في ايدي انقذ حد ممكن يموت واتأخر" ووافق بصعوبة، وعلى فكرة دي كانت من اصعب أيام الميدان لان وقتها البنات وخصوصا الدكاترة البنات في المستشفي الميداني عرضه للخطر، كنت حاسة اني واقف في الشارع، مفيش أمان، بس الناس بتموت من حوليا مكنش ينفع أرجع واسيبهم".
المفارقة التي ترويها داليا "في العادة لما بشوف الدم بيغمى عليا، لكن سبحان الله ربنا بيديك طاقة ساعه الخطر غريبة، لقتني ساعدت في خياطه رأس واحد مفتوحة.. وباعالج رجل واحد تاني جلده محروق ومتشال خالص".
وأضافت "وقتها كانت المستشفيات الميدانية بتتكسر من البلطجية، وكنا لازم ننقل المستشفي من شارع الشيح ريحان، واحنا لسه بننقل النور قطع، كان معايا قريبي خدني على مكتبة قريبة نعرف اصحابها كان وقتها الشرطة العسكرية بدأت القبض على اللي في الشارع بشكل عشوائي، وبتجري وراهم بالمسدسات، كان وقت صلاه الفجر صليت وسلمت امري لله، لكن كنت بقول أموت ولا ياخدوني، أنا بنت وممكن اتبهدل هناك معرفش هيعملوا فيا ايه؟ ووقفت جنب الشباك كنت على استعداد لو الشرطة العسكرية دخلت انط كنا في الدور الأول بس مرتفع، انا كان عندي استعداد اموت في الميدان مش هما اللي يخدوني، مع أول ضوء للنهار اختفت الاعتقالات العشوائية وقدرنا نروح".
صوتها "هامس".. شكلها "كيوت".. من المكن ان تختصر الوصف وتقول ''بنوتة رقيقة''.. لا تتخيل ان خلف هذا الهدوء تقف فتاة ثورجية من الدرجة الأولى.. بنت من بنات ميدان التحرير..في التحرير يتحول صوتها الهامس.. لصوت مدوي بالهتاف بداية من "عيش حرية عدالة اجتماعية" وحتي "يسقط يسقط حكم العسكر".
"داليا وحيد" قررت يوم 28 يناير ان تتجول بجوار بيتها لتراقب أحوال البلد فوجدت ان قسم المعادي يحترق وساعات معدودة وفرض حظر التجول وقررت العودة لمنزلها..لكن بعد موقعة الجمل بيومين صرخت داليا "كده كتير".. وعقدت العزم على الذهاب إلى ميدان التحرير.. لكن واجهت برفض من قبل والدها.. وبعكس المتوقع وقفت والده داليا -سعودية الجنسية مصرية الانتماء- أمام رفض والدها لتقول "لو منزلوش هيموتوا من القهر".
محطة مترو الأوبرا مرورا بكوبري قصر النيل وصولا للميدان كانت الخطوات الأولى لداليا "كثورجية"، ذهبت داليا بصحبه والدتها وأخواتها "ندا وساره"، تحكي داليا عن أول شعور لها "الدنيا كانت هادية..وقتها كان الضرب على أطراف الميدان بس..حسيت بأمان في الميدان أكتر من الأمان اللي ممكن حد يحسه وهو قاعد في بيته، وقررت اني من النهارده مش هسيب الميدان..حتي لو هموت..احسن ماموت في بيتي من القهر".
وتسكمل" كنت ببات في الميدان أو بمعني اصح بنسهر ل6 الصبح، كنا ولاد وبنات، بس في الميدان مكنش في فرق بين ولد وبنت، كنا جنب بعض، لا عمر حد عاكس ولا اتحرش..وعلى فكرة مكنش فارق معايا نظره الناس وأنا ارجعه بيتي الصبح أو وش الفجر..عشان عارفه أني بعمل الصح".
وتضيف "كنت بروح مع اخواتي وشباب من منطقتنا بنثق فيهم، بنقعد قدام خيمه عند عمر مكرم، وجنبنا كانت خيمة سلفيين وإخوان كنا كلنا واحد".
وعن فترة الـ18 يوم في الميدان "كنت بقضي اليوم اكنس وانضف الميدان، مكنتش بافضل اقف في لجان التفتيش، مره طلبوني في لجنة وكنت هضرب من واحدة "معلمة" لما طلبت منها بطاقتها، وخلصوني من ايديها بالعافية".
"داليا" لم تشارك في الـ18يوم خلال الثورة فقط فقد شاركت في أحداث ومليونيات متعددة لكنها تقول "كان في مليونيات بنزلها بحس فيها باحباط مش دي روح الثورة...روح الثورة بجد حستها في محمد محمود.
محمد محمود.. الحد الفاصل
وكان محمد محمود نقطة فاصلة في حياه ''البنت الرقيقة داليا''، وتحكي عن تجربتها هناك "جالي تليفونات كتير اني مرحش، لكني روحت، وبعتبر أول علاقتي بمحمد محمود كوميدية جدا كنت لسه طالعه من محطه المترو في اتجاه طلعت حرب لقيت الناس بتصرخ "اجرووووووووا" زي الأفلام الكوميدي لما تلاقي نفسك في نص الشارع والناس بتجي جري ناحيتك، وده كان بسبب رمي الغاز".
وعن مغامرتها هناك قالت "دخلت شارع محمد محمود استكشف كان وقتها فيه هدنه بس كان لسه فيه اثار الغاز مكنتش شايفه كويس فجأه اكتشفت اني عديت الجامعة الأمريكية ووصلت على الحدود مع الأمن المركزي حاولت ارجع لقيت نور عربية بتقرب بصعوبة اكتشفت أنها كانت عربية اسعاف وقتها سمعت انذارات شباب التحرير وناس بتنادي اضربوا عربية الاسعاف الدنيا كانت ضلمة، ومش فاهمة حاجة، بعد ثواني اتضح ان الاسعاف جواها أمن مركزي بيضربوا قنابل وخرطوش كان كل هدفي وقتها انهم مايخدونيش جريت على الرصيف وقعت على الأرض الناس جريت عليا محدش شايف حاجة والصدفة بقي اني وقعت على قنبلة، حسيت وشي اتحرق مش عارفه اتنفس وجسمي بيولع، جنبي ولاد معرفوش يقفوا لكن معرفش قدرت اقف ازاي واحاول اجري شوية واقع تاني على وشي، كان كل اللي همي اني اطلع عشان في بالي اني وعدت أهلي اني مرحش ولا اعرض نفسي لخطر، كنت وقتها بفكر ازاي اموت وأنا وعدتهم، فجأة حسيت جسمي بيتشل وبروح خالص وروحي بتطلع وانا بامسك فيها بالعافية حاولت اتنفس وزحفت لحد ماوصلت وسمعت جملة بتتردد من الناس "دي جت من فين دي" بعد مافوقت عرفت ان كان شكلي ولا الأفلام الهندي واحده طالعة من وسط النار وراها دخان الغاز وجنود الأمن المركزي، وكنت البنت الوحيدة في الميدان كانت الساعه 10 بالليل منظري كان يخض أي حد يعرفني، وشي متقطع ومحروق وهدومي متقطعة بانزف من حتت كتير كان قريبي في الميدان وصلني لبيتي وأول ماوصلت البيت كان خطاب المشير شغال وبيقول فيه "ان اللي في محمد محمود بلطجية" نمت وصحيت تاني يوم وشي محروق جسمي مش بيتحرك من الألم لكن تحاملت على نفسي ولبست هدومي ونزلت جري تاني على الميدان وقلت "انا مش خايفة منهم ده أبشع صور القمع".
وعن مشاركتها في أحداث مجلس الوزراء قالت "لم اشارك فيها بعد ما شفت أحداث تعرية وسحل البنت، عشان عرفت وقتها ان لو حد عملي حاجة محدش هيجبلي حقي، مكنتش هاسيب نفسي اتعرض للإهانة، ماكنش من الذكاء ان بنت تنزل في وقت البلد كلها لو حصل ليها حاجه محدش فيهم هيتحرك، فوجودي مكنش هيعمل حاجة غير انه إهانة ليا".
محمد محمود..كلاكيت تاني مرة
أما في أحداث محمد محمود الثانية فكان لداليا تجربة مختلفة تقول "شوفت الناس بتموت، وقتها بابا منعني من النزول واتجادلت معاه وقتها، لأني حاصلة على دورة اسعافات أولية كانوا يومها بينادوا انهم محتاجين مسعفين بالليل فقلت لوالدي "يرضيك ان في ايدي انقذ حد ممكن يموت واتأخر" ووافق بصعوبة، وعلى فكرة دي كانت من اصعب أيام الميدان لان وقتها البنات وخصوصا الدكاترة البنات في المستشفي الميداني عرضه للخطر، كنت حاسة اني واقف في الشارع، مفيش أمان، بس الناس بتموت من حوليا مكنش ينفع أرجع واسيبهم".
المفارقة التي ترويها داليا "في العادة لما بشوف الدم بيغمى عليا، لكن سبحان الله ربنا بيديك طاقة ساعه الخطر غريبة، لقتني ساعدت في خياطه رأس واحد مفتوحة.. وباعالج رجل واحد تاني جلده محروق ومتشال خالص".
وأضافت "وقتها كانت المستشفيات الميدانية بتتكسر من البلطجية، وكنا لازم ننقل المستشفي من شارع الشيح ريحان، واحنا لسه بننقل النور قطع، كان معايا قريبي خدني على مكتبة قريبة نعرف اصحابها كان وقتها الشرطة العسكرية بدأت القبض على اللي في الشارع بشكل عشوائي، وبتجري وراهم بالمسدسات، كان وقت صلاه الفجر صليت وسلمت امري لله، لكن كنت بقول أموت ولا ياخدوني، أنا بنت وممكن اتبهدل هناك معرفش هيعملوا فيا ايه؟ ووقفت جنب الشباك كنت على استعداد لو الشرطة العسكرية دخلت انط كنا في الدور الأول بس مرتفع، انا كان عندي استعداد اموت في الميدان مش هما اللي يخدوني، مع أول ضوء للنهار اختفت الاعتقالات العشوائية وقدرنا نروح".