أسرة الشهيد تروي الحقيقة الغائبة في وفاة '' سليمان خاطر ''
1/11/2012 10:50:00 PM
الشرقية - أحمد الديب :"متخفيش يا أمى حسنى مبارك وأبو غزالة مش هيسبونى كده " كانت هذه الكلمات آخر ما قاله الشهيد '' سليمان خاطر '' فى آخر لقائه بأهله قبل أن يلقى مصرعه بعد الحكم عليه بالمؤبد لقتله 7 جنود اسرائيليين على الحدود المصرية الاسرائيلية.
سليمان محمد عبد الحميد خاطر من مواليد عام 1961 قرية أكياد في محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية، و هو الأخير من خمسة أبناء في أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان .. في طفولته شهد سليمان آثار قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة في 8 أبريل سنة 1970و قام حينها القوات الجوية الإسرائيلية باستخدام طائرات الفانتوم الأمريكية ،حيث قاموا بنسف المدرسة مخلفين 30 قتيلا من الأطفال، في حينها كان سليمان خاطر يبلغ التاسعة من عمره.
التحق سليمان بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجند في وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي وفي يوم 5 أكتوبر عام 1985م وأثناء قيام سليمان خاطر بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السياح الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته فحاول منعهم وأخبرهم بالانجليزية أن هذه المنطقة ممنوع العبور فيها قائلا: (بالإنكليزية: stop no passing) إلا أنهم لم يلتزموا بالتعليمات وواصلوا سيرهم بجوار نقطة الحراسة التي توجد بها أجهزة وأسلحة خاصة فأطلق عليهم الرصاص.
تمت محاكمته عسكريا، وفي خلال التحقيقات معه قال سليمان بأن أولئك الإسرائيليين قد تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار.
وبعد 26 عاما على رحيل خاطر التقى مصراوي بأسرة الشهيد بقرية أكياد في محافظة الشرقية لمشاركتهم ذكراه ومعرفة ما تنوى القيام به من أجل استرداد حق ابنهم البطل .. ففى مدخل القرية وجدنا شباب القرية قد وضعوا لافتة جديدة تحمل اسم القرية وبجوارها صورة الشهيد سليمان خاطر.
تحدث في البداية عبد المنعم خاطر شقيق الشهيد قائلا : '' إن عائلتى تدين بالفضل لثورة 25 يناير التى سمحت لنا باستنشاق هواء الحرية والسعى وراء جلب حقوق المظلومين وإنه حان وقت الحساب فقد قررنا تقديم بلاغ إلى النائب العام ضد الرئيس السابق مبارك لاتهامه بقتل شقيقى سليمان خاطر عمدا وتقديمه كبش فداء لإرضاء الرأى العام الاسرائيلى''.
تابع عبدالمنعم :'' تم اعتقالي لمدة شهرين عقب وفاة سليمان بسبب إني قمت بمقاضاة مبارك وقتها وتركوني بعد تعهد بعدم الحديث في هذا الأمر '' .
وأكد عبدالمنعم قيامه بزيارة شقيقه فى السجن ومعه أسرته قبل وفاته بيوم واحد ودخل بمفرده وفوجىء بمنعه بسبب تواجد أبوغزالة داخل الزنزانه لزيارته وبعدها بـ 24 ساعة علمنا بخبر استشهاده وفوجئنا نشر الجرائد نبأ انتحاره الكاذب''.
وعن سليمان يقول أبناء أشقائه '' زرع فينا وفى شباب القرية النزعة الدينية منذ الصغر حيث كان يوقظ البيت بكامله للذهاب بنا إلى المسجد لأداء صلاة الفجر و أيضا عمل مسابقات لتحفيظ القرآن بين الأطفال ويكافئنا بهدايا رمزية لتحفظينا على حفظ القرآن''.
وتابع عبدالمنعم : '' قال سليمان لهيئة المحكمة يوم محاكمته أنا لا اخشي الموت ولا أرهبه إنه قضاء الله وقدره لكنني أخشي أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم''.
واستطرد قائلا : '' إن سليمان أثناء المحكمة كان دائما يرسل لنا رسائل منها رسالة كتب فيها إجابة على سؤال ''بتفكر في إيه ''؟ قال : أفكر في مصر أمي، أتصور أنها امرأة طيبة مثل أمي تتعب وتعمل مثلها، وأقولها يا أمي أنا واحد من أبنائك المخلصين ..من ترابك ..ودمي من نيلك.. وحين أبكي أتصورها تجلس بجانبي مثل أمي في البيت في كل إجازة تأخذ رأسي في صدرها الحنون وتقولي ما تبكيش يا سليمان أنت فعلت كل ما كنت أن انتظر منك يا بني''.
وبعدها - والكلام على لسان شقيقه - تم نقلة إلى السجن الحربي بمدنية نصر و قبل وفاته بيوم واحد فوجئوا بتصريح زيارة لأسرة جاءهم على مركز فاقوس على غير العادة واستدعائهم الفوري وبالفعل ذهبوا لرؤيته حيث وصلوا بعد العصر عقب مواعيد الزيارة الرسمية وجلسوا مع سليمان لأكثر من ساعتين طلب منهم فيها كتب كلية الحقوق وفرشاة ومعجون أسنان و بعض الملابس وفى اليوم التالي علمت الأسرة خبر انتحاره.
وذكر الطب الشرعي أن الانتحار تم بقطعة قماش فهرعت الأسرة إلى المستشفى لتجد الجثة بها آثار خنق بآلة تشبه السلك الرفيع على الرقبة وكدمات على الساق تشبه آثار جرجرة أو ضرب وفي ليلة وفاته زار وفد اسرائيلي سليمان في السجن بدعوى إجراء لقاء صحفي معه لكنهم هم الذين قتلوه - وذلك على حد تعبير شقيقه عبدالمنعم .
وأكد سجناء أنه تم إخلاء الدور الذي كان به زنزانة سليمان وسمعوا صوت استغاثة سليمان ومقاومة وسارعت وقتها صحف الموالية للنظام بوصف سليمان بالمجنون و نفس الوقت حاولت صحف المعارضة تحويله إلى محكمة الجنايات بدلاً من المحكمة العسكرية من خلال عدة حملات صحفية وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية ولكن لم يتم الاستجابة لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق